السكر الصحي: لماذا يحتاجه جسمك وكيف تحصل عليه بطريقة آمنة؟

دور السكر كمصدر أساسي للطاقة

السكر، أو الجلوكوز، هو الوقود الرئيسي الذي يعتمد عليه الجسم لأداء وظائفه اليومية. عندما نتناول الأطعمة المحتوية على الكربوهيدرات، يتحول جزء منها إلى جلوكوز في الدم، الذي يزوّد الخلايا بالطاقة اللازمة للحركة والتفكير وحتى التنفس. بدون كمية كافية من السكر، يشعر الإنسان بالإرهاق وصعوبة التركيز، مما يؤكد أهميته للحفاظ على النشاط البدني والعقلي.

الفرق بين السكر الطبيعي والسكر المُصنَّع

ليس كل أنواع السكر متشابهة. فالسكر الموجود في الفواكه (الفركتوز) أو العسل أو الحبوب الكاملة يُمتص ببطء، مما يمنح الجسم طاقة مستدامة دون رفع مستويات السكر في الدم بشكل مفاجئ. على العكس، السكر الأبيض المُصنَّع والمضاف إلى المشروبات الغازية والحلويات يسبب ارتفاعًا سريعًا في الجلوكوز يتبعه انهيار مفاجئ للطاقة، مما قد يؤدي إلى الرغبة الشديدة في تناول المزيد من السكر والإصابة بمشاكل صحية مثل السمنة أو السكري.

كيف يؤثر السكر على الدماغ والمزاج؟

يلعب السكر دورًا حيويًا في صحة الدماغ. فالجلوكوز هو المصدر الوحيد للطاقة الذي تستخدمه بعض مناطق الدماغ، مثل القشرة المخية المسؤولة عن التفكير والذاكرة. كما أن للسكر تأثيرًا مؤقتًا على تحسين المزاج، حيث يحفز إفراز هرمون السيروتونين، المعروف بهرمون السعادة. ومع ذلك، يجب الاعتدال في تناوله، لأن الإفراط قد يسبب تقلبات مزاجية وحتى أعراضًا تشبه الاكتئاب على المدى الطويل.

الكمية الموصى بها ومصادر السكر الصحي

توصي المنظمات الصحية بعدم تجاوز 25 جرامًا من السكر المضاف يوميًا للبالغين. لكن بدلًا من التركيز على الحلويات المصنعة، يمكن الحصول على السكر من مصادر طبيعية مثل:
– الفواكه الطازجة: مثل التفاح والموز الذي يحتوي أيضًا على ألياف تُبطئ امتصاص السكر.
– العسل الطبيعي: غني بمضادات الأكسدة، لكن يجب تناوله بكميات محدودة.
– الحبوب الكاملة: كالشوفان الذي يمد الجسم بالطاقة لفترات أطول.

نصائح للاستفادة من السكر دون أضرار

للحفاظ على توازن السكر في الدم، اتبع هذه الإرشادات:
– تجنب المشروبات السكرية واستبدلها بالماء أو العصائر الطبيعية غير المحلاة.
– اختر الحلويات المصنوعة من الفواكه والمكسرات بدلًا من السكر الأبيض.
– مارس الرياضة بانتظام لمساعدة الجسم على استخدام الجلوكوز بكفاءة.

السكر ليس عدوًا للصحة إذا تم تناوله بحكمة. المفتاح هو اختيار المصادر الطبيعية والالتزام بالكميات المعتدلة لضمان حصول الجسم على الطاقة دون التعرض للمخاطر الصحية.