الجلطات الدماغية: الأسباب الخطيرة وطرق الوقاية الفعَّالة

الجلطات الدماغية من الحالات الطبية الطارئة التي قد تُهدِّد الحياة أو تُسبِّب إعاقات دائمة إذا لم يتم التعامل معها بسرعة. تُعَدُّ معرفة أسبابها وطرق الوقاية منها خطوة أساسية لحماية نفسك وأحبائك من مخاطرها. فما هي العوامل التي تزيد احتمالية الإصابة بها؟ وكيف يمكن تقليل هذه المخاطر؟

ما هي الجلطة الدماغية؟

تحدث الجلطة الدماغية عندما يتوقف تدفق الدم إلى جزء من الدماغ، إما بسبب انسداد أحد الأوعية الدموية (الجلطة الإقفارية) أو تمزُّقها (النزيف الدماغي). في كلتا الحالتين، يفقد الدماغ الأكسجين والمواد المغذية، مما يؤدي إلى تلف الخلايا العصبية خلال دقائق. تشمل الأعراض الشائعة:

• ضعف مفاجئ في الوجه أو الذراع أو الساق، خاصة في جانب واحد من الجسم.
• صعوبة في الكلام أو فهم الكلام.
• دوار أو فقدان التوازن دون سبب واضح.
• صداع شديد غير معتاد.

الأسباب الرئيسية للجلطات الدماغية

1. ارتفاع ضغط الدم

يُعَدُّ العامل الأكثر خطورة، حيث يُضعف جدران الأوعية الدموية مع الوقت، مما يزيد فرصة الانسداد أو التمزُّق.

2. أمراض القلب والأوعية الدموية

مثل الرجفان الأذيني، الذي يُسبِّب تجلط الدم في القلب، وقد تنتقل هذه الجلطات إلى الدماغ.

3. السكري وارتفاع الكوليسترول

يؤدي السكري إلى تلف الأوعية الدموية، بينما يُسبِّب الكوليسترول العالي تراكم اللويحات في الشرايين، مما يعيق تدفق الدم.

4. التدخين والسمنة

يُضيّق التدخين الأوعية الدموية ويرفع ضغط الدم، بينما تزيد السمنة من احتمالية الإصابة بالأمراض المزمنة المرتبطة بالجلطات.

5. العوامل الوراثية والعمر

تزداد المخاطر مع التقدُّم في العمر، خاصة إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بالجلطات.

كيف تقي نفسك من الجلطات الدماغية؟

1. التحكُّم في ضغط الدم

• قم بقياس ضغط الدم بانتظام.
• التزم بالأدوية الموصوفة إذا كنت تعاني من ارتفاعه.
• خفّض تناول الملح واتبع نظامًا غذائيًا غنيًا بالخضروات والفواكه.

2. الحفاظ على صحة القلب

• مارس التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة يوميًا، مثل المشي أو السباحة.
• تجنَّب الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة التي ترفع الكوليسترول.

3. الإقلاع عن التدخين

يبدأ الجسم في التعافي سريعًا بعد التوقف عن التدخين، حيث تتحسن الدورة الدموية خلال أسابيع.

4. إدارة الأمراض المزمنة

إذا كنت مصابًا بالسكري، حافظ على مستويات السكر في الدم ضمن المعدلات الطبيعية عبر الدواء والغذاء الصحي.

5. الانتباه إلى العلامات التحذيرية

لا تتجاهل الأعراض مثل التنميل المفاجئ أو الصداع الشديد، وتوجَّه للطوارئ فورًا، لأن كل دقيقة تُحدث فرقًا في إنقاذ أنسجة الدماغ.

الخلاصة

الوقاية من الجلطات الدماغية تبدأ باتباع نمط حياة صحي ومراقبة العوامل الخطيرة. لا تنتظر حتى تظهر الأعراض؛ فالتغييرات البسيطة في الروتين اليومي قد تُنقذ حياتك. استشر طبيبك لإجراء فحوصات دورية، خاصة إذا كنت ضمن الفئات الأكثر عرضة للإصابة. تذكَّر: العناية بصحتك اليوم هي ضمان لمستقبل خالٍ من المخاطر غير الضرورية.