مرض كرون والتهاب القولون التقرحي

مرض كرون والتهاب القولون التقرحي: الفروق والأعراض وطرق التعامل
ما هو مرض كرون والتهاب القولون التقرحي؟
مرض كرون والتهاب القولون التقرحي هما من أشهر أمراض الأمعاء الالتهابية المزمنة. رغم تشابههما في العديد من الأعراض، إلا أن هناك فروقًا جوهرية بينهما. يؤثر كلا المرضين على الجهاز الهضمي، لكن موقع الالتهاب وطريقة انتشاره يختلفان.
مرض كرون يمكن أن يصيب أي جزء من الجهاز الهضمي، من الفم إلى الشرج، لكنه غالبًا ما يؤثر على الأمعاء الدقيقة والقولون. أما التهاب القولون التقرحي، فيقتصر على القولون والمستقيم، ويسبب تقرحات في البطانة الداخلية للأمعاء الغليظة.
الأعراض الشائعة لكلا المرضين
تتشابه أعراض مرض كرون والتهاب القولون التقرحي في كثير من النواحي، مما قد يجعل التشخيص صعبًا في بعض الأحيان. تشمل الأعراض المشتركة:
- آلام البطن وتقلصات شديدة.
- الإسهال المزمن، الذي قد يكون مصحوبًا بالدم في حالة التهاب القولون التقرحي.
- فقدان الوزن غير المبرر بسبب سوء امتصاص العناصر الغذائية.
- الإرهاق والضعف العام الناتج عن الالتهاب المستمر.
لكن هناك بعض الاختلافات، فمرض كرون قد يسبب تقرحات أعمق في جدار الأمعاء، بينما يقتصر التهاب القولون التقرحي على البطانة الداخلية. كما أن مرض كرون قد يؤدي إلى انسداد الأمعاء أو النواسير، وهي روابط غير طبيعية بين الأمعاء وأعضاء أخرى.
الأسباب وعوامل الخطر
لم يتم تحديد سبب واضح للإصابة بمرض كرون أو التهاب القولون التقرحي، لكن الأبحاث تشير إلى دور العوامل التالية:
- الجهاز المناعي: يهاجم الجسم أنسجة الجهاز الهضمي عن طريق الخطأ.
- العوامل الوراثية: وجود تاريخ عائلي يزيد من احتمالية الإصابة.
- العوامل البيئية: مثل النظام الغذائي، التدخين، والتوتر المزمن.
يُلاحظ أن التدخين يزيد من خطر تفاقم مرض كرون، بينما قد يكون له تأثير معاكس في بعض حالات التهاب القولون التقرحي.
التشخيص والعلاجات المتاحة
يبدأ التشخيص عادةً بالفحص السريري وتحاليل الدم والبراز، يليها تنظير القولون أو التصوير بالأشعة لتحديد موقع الالتهاب وشدته.
أما العلاج، فيهدف إلى تخفيف الأعراض ومنع المضاعفات، ويتضمن:
- الأدوية: مثل مضادات الالتهاب، الكورتيكوستيرويدات، والأدوية المثبطة للمناعة.
- العلاج البيولوجي: للأشخاص الذين لا يستجيبون للأدوية التقليدية.
- التغييرات الغذائية: تجنب الأطعمة المهيجة مثل الألياف الصلبة أو الدهون العالية.
- الجراحة: في الحالات الشديدة، قد يستلزم الأمر استئصال جزء من الأمعاء.
نصائح للتعايش مع المرض
يمكن للمصابين بمرض كرون أو التهاب القولون التقرحي تحسين جودة حياتهم عبر اتباع نمط حياة صحي:
- تجنب التوتر: فهو قد يزيد الأعراض سوءًا.
- تناول وجبات صغيرة ومتكررة بدلًا من الوجبات الكبيرة.
- ممارسة الرياضة الخفيفة مثل المشي أو اليوغا.
- المتابعة الدورية مع الطبيب لضبط الخطة العلاجية.
رغم أن هذين المرضين مزمنان، إلا أن التعامل الصحيح معهما يمكن أن يساعد في السيطرة على الأعراض والعيش بحياة طبيعية إلى حد كبير.