كيف أدعم شخص عنده اكتئاب؟

كيف أدعم شخصًا يعاني من الاكتئاب؟ دليل عملي للمساعدة
فهم الاكتئاب أولًا
قبل أن تبدأ في دعم شخص يعاني من الاكتئاب، من المهم أن تفهم طبيعة هذا الاضطراب. الاكتئاب ليس مجرد شعور عابر بالحزن، بل هو حالة صحية معقدة تؤثر على المزاج والطاقة والقدرة على ممارسة الحياة اليومية. قد يبدو الشخص المكتئب متعبًا، منعزلًا، أو حتى سريع الانفعال. فهم هذه العلامات يساعدك على تقديم الدعم بشكل أكثر فعالية.
كن موجودًا دون ضغط
أحد أهم أشكال الدعم هو أن تكون موجودًا ببساطة. لا تحتاج إلى تقديم حلول سحرية أو نصائح طويلة، بل استمع بصدق. قل أشياء مثل: “أنا هنا من أجلك” أو “يمكنك التحدث معي متى شئت”. تجنب العبارات التي قد تبدو غير مفيدة مثل “هذا سيمر” أو “كن إيجابيًا”، لأنها قد تجعله يشعر بأن مشاعره غير مقبولة.
شجّعه على طلب المساعدة المتخصصة
قد يتردد الشخص المكتئب في طلب المساعدة بسبب الوصمة الاجتماعية أو الشعور باليأس. شجعه بلطف على زيارة طبيب نفسي أو معالج، ويمكنك تقديم المساعدة في البحث عن خيارات العلاج أو مرافقته في الزيارة الأولى إذا وافق. ذكّره أن طلب المساعدة خطوة شجاعة وليست ضعفًا.
ساعده في المهام اليومية
الاكتئاب يجعل المهام البسيطة مثل الطبخ أو التنظيف شاقة. عرض المساعدة في هذه الأمور يمكن أن يخفف العبء عنه. بدلًا من سؤاله “هل تحتاج مساعدة؟” – وهو سؤال قد يجعله يشعر بالإحراج – حاول أن تكون محددًا، مثل: “سآتي غدًا لأطبخ لك وجبة” أو “سأساعدك في ترتيب المنزل”.
تواصل باستمرار ولكن باحترام
قد ينسحب الشخص المكتئب من التواصل الاجتماعي، لكن هذا لا يعني أنه لا يحتاج إلى دعمك. أرسل رسائل قصيرة أو اتصل بين الحين والآخر لتذكيره بأنك تفكّر فيه. لا تضغط عليه إذا لم يرد، بل استمر في إظهار الاهتمام دون توقّع رد فعل فوري.
انتبه لعلامات الخطر
في بعض الحالات، قد يفكر الشخص المكتئب في إيذاء نفسه. إذا لاحظت أي إشارات مثل التحدث عن الموت أو التخلي عن ممتلكاته، لا تتردد في التصرف. تحدث معه بصراحة عن مخاوفك، وشجعه على الاتصال بخط المساعدة النفسية أو اصطحابه إلى الطوارئ إذا لزم الأمر.
اعتنِ بنفسك أيضًا
دعم شخص مكتئب قد يكون مرهقًا عاطفيًا. لا تهمل احتياجاتك النفسية والجسدية، وحدّد حدودًا صحية لضمان استمراريتك في تقديم الدعم. تذكّر أنك لست مسؤولًا عن شفائه، ولكن وجودك الداعم يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في رحلته نحو التعافي.
الصبر هو المفتاح
التعافي من الاكتئاب ليس خطيًا، وقد يشهد الشخص أيامًا جيدة وأخرى سيئة. لا تفقد الأمل إذا لم تلاحظ تحسنًا سريعًا. استمر في تقديم الدعم غير المشروط، وكن صبورًا. في النهاية، معرفة أن هناك من يهتم به يمكن أن تكون بمثابة شمعة في ظلام الاكتئاب.